الجمعة، 28 أغسطس 2009

كل يوم آية 4 – ظن الجاهلية

كيف أنت مع الله؟؟ و كيف ظنك به؟؟.. أتظنه يرحمك؟ أتظنه يغفر لك؟… أتظن أنك غارق في نعمه أم تشعر بآثار غضبه عليك؟.. أتحسب أنك تعيش في جنة أم في شقاء و عناء دائمين؟ عندما تقدم على عمل، تظن أن الله معك، يوفقك، يثبتك، أم تشعر بالجزع لأول عقبة تواجهك، أم لا تأبه أساساً لهذا الأمر؟؟ ما ظنك بالله؟؟

على الرغم من ارتباط اسم الإسلام بنا.. إلا أن الكثير منا يظن ظن الجاهلية بالله.. نعم.. هو ظن الجاهلية كما نعته الله ووصف به حال الخائفين المرتعدين الذين لا يظنون بالله خيراً أبداً.. إنه ظن الجاهلية.

في الجاهلية.. كان الناس يشركون بالله أرباباً أخرى.. كانوا يظنون أنها تدفع الضر و تأتي بالخير.. كانوا يظنون أنها تقربهم إلى الله زلفى.. كانوا يظنون أنها تحميهم.. و يظنون أنها تنصرهم.. كانوا يجهلون الله.. كانت جاهلية و ظن جاهلية.

أنعم الله على الناس بالإسلام.. و ظلت الجاهلية في قلوب طائفة.. (و طائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)… ذلك الظن الذي محقه الإسلام بالإيمان بالله و قدرته و توحيده و قيوميته على خلقه.. لا تزال أنفسهم تحدثهم به.. تعيد لهم ذكريات الماضي.. ماضي الأصنام.. و بئس هوى النفس.

(يقولون هل لنا من الأمر من شئ)… و من له من الأمر من شئ… من منا يسير إلا بفضل الله و برحمته و بكرمه و بجوده و بنعمه… لذا (قل إن الأمر كله لله)… فيتوارون و يسكتون، يضمرون في أنفسهم حديثاً مادياً بحتاً (يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا)… يضعون قدرة الله جانباً.. ينحونها عن حياتهم.. فيأتيهم الرد من الله ليخرسهم (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم)… و خلاصة النهاية أن الفتن تعرض على الناس لغاية آلهية و نعمة ربانية يستخلص بها الله المؤمن من المنافق (و ليبتلي الله ما في صدوركم و ليمحص ما في قلوبكم و الله عليم بذات الصدور)…

إنها رسالة لكل من يظن بالله ظن السوء.. ظن الجاهلية.. اعلم أن النافع هو الله و أن الضار هو الله.. أن الرازق هو الله و أن المانع هو الله.. أن الحياة بفضل الله و أن الموت بيد الله.. و لن يستطيع أحد مهما بلغ من قوة و نفوذ أن يفر من أمر الله.. أو أن يواجه قدر الله.. فكن عبداً لله.. ولا تكونن من الجاهلين. 

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

كل يوم آية 3 – مالك الملك

هل شعرت يوماً بالظلم الشديد؟؟ و هل ذقت تلك المرارة التي تملأ الحلق و أنت ترى الظلم يقع و لا تملك لصده شيئاً؟؟ هل فاتك شئ من الدنيا و تحسرت عليه أشد الحسرة؟؟ و هل واجهتك المحسوبية و رايتها بأم عينك لتأكل حقك و حقوق غيرك و أنت لا تستطيع أن تغلبها؟؟ هل حزنت يوماً لحادث حدث لك و منعك أن تفعل أمراً محبباً إلى نفسك؟؟ و هل ندمت يوماً على أمر فعلته و سبب لك مشاكل عدة؟؟ هل سألت نفسك مرة ماذا أفعل إن واجهت هذه الأمور.. و ماذا أقول؟؟؟

(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير)

هل تعلمتها؟؟.. قلها دائماً و استشعر معناها و قوتها و الرهبة التي تنتابك و أنت تقولها مؤمن بها، مقبل غير مدبر، موقن بها غير مجرب... مالك الملك هو المتولي و هو المدبّر للأمور.. فلا حاجة لك في تعب ولا نصب ولا هم ولا حزن و لا هم بعد الآن... و هل هناك مثل مالك الملك ؟؟؟ ليس كمثله شئ و هو السميع البصير.

كل يوم آية 2 – أفرغ علينا صبراً

هي ليست آية اليوم... و إنما سأحكي لكم قصة قرآنية لطيفة...
هل تعرفون هذه القصة و تلاحظونها عند قرائتكم لآخر ربع من الجزء الثاني؟؟ هى قصة -كعادة قصص سورة البقرة- عن ملأ من بني إسرائيل، من بعد سيدنا موسى عليه السلام، قالوا لنبي لهم أنهم يريدون الإذن بالقتال و لكن فقط على أن يرسل الله لهم ملكاً قائداً يقودهم إلى النصر.. فقط يرسله الله و سنتبعه كلنا إلى القتال في سبيل الله... قال لهم النبي (هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا) فردوا بعهودهم المعهودة (و مالنا ألا نقاتل في سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و أبنائنا)… فماذا حدث بعد ذلك؟؟ (فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم)… و كان هذا أول التولى و الفرار..
(و قال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً.. قالوا أنى يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه و لم يؤت سعة من المال).. و كانت هذه ثاني الحجج للتولي عن القتال في سبيل الله.. و مع ذلك لم يتركهم النبي بل دعاهم بالحجة و المنطق (إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم) بل و بالتأييد الإلهي (إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم و بقية مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكة)… و لكن فيمن الحديث.. و لمن توجيه الكلام؟؟ لم يكن ذلك ليثنيهم عن الفرار من أرض المعركة.. ليتبقى لك المجموعة الت سارت وراء طالوت ملكاً.
(فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني و من لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده) فماذا كان رد الجنود الأوفياء على قائدهم الذي اختارهم الله لهم و أوجب عليهم طاعته في المنشط و المكره؟؟ كان ردهم (فشربوا منه إلا قليلاً منهم)… و كان هذا ثالث التولي و الفرار.. أن لا يستجيبوا لأمر قائدهم و هو المكلف من الله بقيادتهم..
و يسير طالوت بالقليل... فيرون قلتهم... فتبدأ الفئة القليلة في الاهتزاز و الشك بنصر الله و قدرته على نصرهم.. (فلما جاوزه هو و الذين أمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت و جنوده)… طلبا للفرار و التولي... و قد لا نلوموهم على ذلك .. فالفتنة كبيرة.. و لكن ينبغي أن تكون الثقة بالله أكبر...
و على الفور كان الرد سريعاً من الذين يظنون أنهم ملاقوا الله فعلاً (قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله)… لما وقعت المواجهة دعوا الله ربهم (قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)… و كما كان الرد سريعاً منهم على دعاة الهزيمة.. كان الرد سريعاً من الله و من أول المعركة (فهزموهم بإذن الله و قتل داوود جالوت)… لأن الجزاء من جنس العمل.. و من أتى إلى الله يمشي آتاه هرولة.. سبحانه و تعالى.
إلى هنا و انتهت القصة.. و هي تستحق أن تكون مادة لفيلم روائي طويل يشاهده الأجيال تلو الأجيال و يتعلموا منه... و لكن لا حاجة لنا في عمل فيلم لها.. فهذه الحادثة تتكرر كل عام!!
نعم.. في كل عام... نفس القصة تتكرر... و إن اختلفت الأحداث إلا أنها نفس القصة... أرى أن بعضكم يتهمني بالخبل و لكن هذه الحقيقة...
رمضان... يأتي علينا كل عام.. و قد ضرب الملايين له العهود و المواثيق، و مالنا ألا نصوم و نقوم و الحسنات مضاعفة أضعاف كثيرة، فلما كتب عليهم أن يبلغوا رمضان تولوا إلا قليلاً منهم... و تمضي الأيام، يوم و اثنين و ثلاثة.. و يحن البعض إلى أيام الماضي، فترى المساجد - و قد افترشت الأرض خارجها بالحصير في الأول الأيام - ، تجدها و قد بدأت تسحب الحصيرة تلو الأخرى، حتى تجد في نهاية الأسبوع الأول من رمضان بعض المساجد و قد أصبحت لا تفرش أي حصائر بالخارج... و المركب تسير.
أسبوع آخر يمر، و ترى العدد داخل المسجد يقل يوماً تلو الآخر، و ترى من كان يقول أنه الذي سيفعل كذا و كذا قد استقر به الأمر نائماً أو أمام التلفاز كسابق عهده قبل رمضان و هو يتمتم أنه لا فائدة فيه و أنه لن يستطيع أن يجاري هذا الشهر و أنه متعب للغاية ولا يحتمل.. آخر يقول أنه كان ينبغي له الاستعداد أكثر من ذلك قبل رمضان و أنه سيعاود الكرة رمضان القادم أما هذا الرمضان، فقد انتهى أمره...
في الأسبوع الثالث.. تجد أن الأمور قد عادت لسابق عهدها قبل رمضان.. و في الرابع تجد بعض الصحوات في أماكن متفرقة في الصلوات المسائية التماساً لليلة القدر ويكأن الله سيعطيها لمن نام طول الشهر.. ويكأن الجنة سلعة رخيصة سهلة المنال..
إنها يا إخواني.. قصة طالوت و جالوت... تتكرر كل عام.. فرصة تحين.. و فتن تظهر .. و أناس يتساقطون على الدرب.. حتى لا يتبقى إلا من ظنوا أنهم ملاقون الله سبحانه و تعالى... فمن أنت منهم؟؟
ندعو الله كما دعا من ظنوا ملاقاة الله أن يفرغ علينا صبراً يجعلنا من الصامدين إلى نهاية الشهر.. و إلى ما بعد بعد الشهر.. إنها البداية و ليست النهاية... و كما كانت هذه المعركة هي بداية التمكين الفعلي لبني إسرائيل في الأرض، -فسيدنا داوود عليه السلام هو أول ملوك بني إسرائيل-، ندعو الله أن يكون هذا الشهر هو بداية تمكيننا من أنفسنا و سريان حكم الله عليها إلى أن تلقى الله.. و هو ولي ذلك و عليه قدير.

كل يوم آية 1 – و تنسون أنفسكم

(أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)  البقرة
حجتنا الدائمة التي لطالما نحتج بها حين نجلس مع أصدقائنا و يهمون بأمر السوء فلا نمنعهم بحجة (فاقد الشئ لا يعطيه) .. (أصلح نفسي أولاً و البقية تأتي).. و تلك الحجج التى تعودنا سماعها و عودنا أنفسنا على قولها حتى صارت جزء من حياتنا...
الناظر إلى التاريخ الإسلامي يجد هؤلاء الصحابة يتحركون في كل مكان لمجرد كلمات قليلة يسمعونها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هذا أبو بكر يسير بين الناس فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم بستة من العشرة الذين بشروا بالجنة فيما بعد.. و هذا عثمان و هذا علي و هذا عمر و هذا حمزة و هذا و هذا.. و ها أنا أرى مصعب بن عمير يرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.. فتأتي المدينة كلها مسلمة راغمة مؤمنة..
كم عمرك في الإسلام... و كم بقي لك؟؟ إذا قلت أن عمرك في الإسلام قليل، فما بالك بسعد بن معاذ.. لما مات، شيعه سبعون ألف ملك، و اهتز له عرش الرحمن.. هل تدرك أن عمر سعد بن معاذ في الإسلام كان سبع سنوات؟؟ و إذا قلت أنك لا تدري كم بقى من عمرك أيام أم شهور أم سنين.. فلم الانتظار و لما الامتناع و لما السكوت عن الحق و عن دعوة الغير للخير؟؟ (أفأمنوا مكر الله)!! (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً)؟؟
لما أوقفتني هذه الآية في أيام حياتي الأول في الالتزام.. شاء الله لي أن يقع تحت يدي تفسير الإمام بن كثير للآية، فلما قرأته، قررت بأن أبلغه لكل من لا يعلم المعنى الحقيقي للآية... يقول الإمام بن كثير: (والغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له بل على تركهم له فإن الأمر بالمعروف معروف وهو واجب على العالم ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به ولا يتخلف عنهم كما قال شعيب عليه السلام " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف).
و ها قد أبلغتكم... فماذا أنتم فاعلون.. هل سنغير نظرتنا في حياتنا.. و هل سننظر إلى غيرنا و من حولنا و نعيدهم إلى الطريق الصحيح لنكون مجتمعاً صالحاً مصلحاً.. أم سنستنر ندندن (فاقد الشئ لا يعطيه).. و ننسى الناس حتى يأتي اليوم الذي ننسى فيه أنفسنا.. و ننسى ربنا.. (قال رب لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى)؟؟؟

الأحد، 10 أغسطس 2008

أنا لست عالماً
و لم أدرس العلوم الشرعية دراسة أكاديمية
و ما سأقول... ليس إلا مجرد خواطر تبدر إلى ذهني عند قراءة الآيات
لذا... أعتذر إلى الله لأي خطأ قد يبدر مني...
و أدعو الله أن يعينني أن أوصل إليكم أحاسيساً أحب أن أنقلها إليكم
و خلاصة القول
{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (109) سورة الكهف

أنظر معي إلى كلام الله... و إلى آيات القرآن... معانٍ لا تنتهي، و معين لا ينضب من الأحاسيس و الخواطر ينقلها لقلوبنا... و ينقلها قلبي إليكم.