(أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) البقرة
حجتنا الدائمة التي لطالما نحتج بها حين نجلس مع أصدقائنا و يهمون بأمر السوء فلا نمنعهم بحجة (فاقد الشئ لا يعطيه) .. (أصلح نفسي أولاً و البقية تأتي).. و تلك الحجج التى تعودنا سماعها و عودنا أنفسنا على قولها حتى صارت جزء من حياتنا...
الناظر إلى التاريخ الإسلامي يجد هؤلاء الصحابة يتحركون في كل مكان لمجرد كلمات قليلة يسمعونها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هذا أبو بكر يسير بين الناس فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم بستة من العشرة الذين بشروا بالجنة فيما بعد.. و هذا عثمان و هذا علي و هذا عمر و هذا حمزة و هذا و هذا.. و ها أنا أرى مصعب بن عمير يرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.. فتأتي المدينة كلها مسلمة راغمة مؤمنة..
كم عمرك في الإسلام... و كم بقي لك؟؟ إذا قلت أن عمرك في الإسلام قليل، فما بالك بسعد بن معاذ.. لما مات، شيعه سبعون ألف ملك، و اهتز له عرش الرحمن.. هل تدرك أن عمر سعد بن معاذ في الإسلام كان سبع سنوات؟؟ و إذا قلت أنك لا تدري كم بقى من عمرك أيام أم شهور أم سنين.. فلم الانتظار و لما الامتناع و لما السكوت عن الحق و عن دعوة الغير للخير؟؟ (أفأمنوا مكر الله)!! (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً)؟؟
لما أوقفتني هذه الآية في أيام حياتي الأول في الالتزام.. شاء الله لي أن يقع تحت يدي تفسير الإمام بن كثير للآية، فلما قرأته، قررت بأن أبلغه لكل من لا يعلم المعنى الحقيقي للآية... يقول الإمام بن كثير: (والغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له بل على تركهم له فإن الأمر بالمعروف معروف وهو واجب على العالم ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به ولا يتخلف عنهم كما قال شعيب عليه السلام " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف).
و ها قد أبلغتكم... فماذا أنتم فاعلون.. هل سنغير نظرتنا في حياتنا.. و هل سننظر إلى غيرنا و من حولنا و نعيدهم إلى الطريق الصحيح لنكون مجتمعاً صالحاً مصلحاً.. أم سنستنر ندندن (فاقد الشئ لا يعطيه).. و ننسى الناس حتى يأتي اليوم الذي ننسى فيه أنفسنا.. و ننسى ربنا.. (قال رب لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى)؟؟؟
الثلاثاء، 25 أغسطس 2009
كل يوم آية 1 – و تنسون أنفسكم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق