كيف أنت مع الله؟؟ و كيف ظنك به؟؟.. أتظنه يرحمك؟ أتظنه يغفر لك؟… أتظن أنك غارق في نعمه أم تشعر بآثار غضبه عليك؟.. أتحسب أنك تعيش في جنة أم في شقاء و عناء دائمين؟ عندما تقدم على عمل، تظن أن الله معك، يوفقك، يثبتك، أم تشعر بالجزع لأول عقبة تواجهك، أم لا تأبه أساساً لهذا الأمر؟؟ ما ظنك بالله؟؟
على الرغم من ارتباط اسم الإسلام بنا.. إلا أن الكثير منا يظن ظن الجاهلية بالله.. نعم.. هو ظن الجاهلية كما نعته الله ووصف به حال الخائفين المرتعدين الذين لا يظنون بالله خيراً أبداً.. إنه ظن الجاهلية.
في الجاهلية.. كان الناس يشركون بالله أرباباً أخرى.. كانوا يظنون أنها تدفع الضر و تأتي بالخير.. كانوا يظنون أنها تقربهم إلى الله زلفى.. كانوا يظنون أنها تحميهم.. و يظنون أنها تنصرهم.. كانوا يجهلون الله.. كانت جاهلية و ظن جاهلية.
أنعم الله على الناس بالإسلام.. و ظلت الجاهلية في قلوب طائفة.. (و طائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)… ذلك الظن الذي محقه الإسلام بالإيمان بالله و قدرته و توحيده و قيوميته على خلقه.. لا تزال أنفسهم تحدثهم به.. تعيد لهم ذكريات الماضي.. ماضي الأصنام.. و بئس هوى النفس.
(يقولون هل لنا من الأمر من شئ)… و من له من الأمر من شئ… من منا يسير إلا بفضل الله و برحمته و بكرمه و بجوده و بنعمه… لذا (قل إن الأمر كله لله)… فيتوارون و يسكتون، يضمرون في أنفسهم حديثاً مادياً بحتاً (يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا)… يضعون قدرة الله جانباً.. ينحونها عن حياتهم.. فيأتيهم الرد من الله ليخرسهم (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم)… و خلاصة النهاية أن الفتن تعرض على الناس لغاية آلهية و نعمة ربانية يستخلص بها الله المؤمن من المنافق (و ليبتلي الله ما في صدوركم و ليمحص ما في قلوبكم و الله عليم بذات الصدور)…
إنها رسالة لكل من يظن بالله ظن السوء.. ظن الجاهلية.. اعلم أن النافع هو الله و أن الضار هو الله.. أن الرازق هو الله و أن المانع هو الله.. أن الحياة بفضل الله و أن الموت بيد الله.. و لن يستطيع أحد مهما بلغ من قوة و نفوذ أن يفر من أمر الله.. أو أن يواجه قدر الله.. فكن عبداً لله.. ولا تكونن من الجاهلين.